فصل: تفسير الآية رقم (114):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (95):

{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}
{لاَّ يَسْتَوِى القاعدون مِنَ المؤمنين} على الجهاد {غَيْرُ أُوْلِى الضرر} بالرفع صفة، والنصب استثناء من زمانة أو عمى أو نحوه {والمجاهدون فِي سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ الله المجاهدين بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القاعدين} لضرر {دَرَجَةً} فضيلة لاستوائهما في النية وزيادة المجاهدين بالمباشرة {وَكُلاًّ} من الفريقين {وَعَدَ الله الحسنى} الجنة {وَفَضَّلَ الله المجاهدين عَلَى القاعدين} لغير ضرر {أَجْراً عَظِيماً} ويبدل منه.

.تفسير الآية رقم (96):

{دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)}
{درجات مِّنْهُ} منازل بعضها فوق بعض من الكرامة {وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً} منصوبان بفعلهما المقدّر {وَكَانَ الله غَفُوراً} لأوليائه {رَّحِيماً} بأهل طاعته.

.تفسير الآية رقم (97):

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)}
ونزل في جماعة أسلموا ولم يهاجروا فقتلوا يوم بدر مع الكفار {إِنَّ الذين توفاهم الملائكة ظَالِمِى أَنفُسِهِمْ} بالمقام مع الكفار وترك الهجرة {قَالُواْ} لهم موبخين {فِيمَ كُنتُمْ} أي في أي شيء كنتم في أمر دينكم؟ {قَالُواْ} معتذرين {كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ} عاجزين عن إقامة الدين {فِي الأرض} أرض مكة {قَالُواْ} لهم توبيخاً {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسعة فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا} من أرض الكفر إلى بلد آخر كما فعل غيركم؟ قال الله تعالى: {فأولئك مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسآءَتْ مَصِيراً} هي.

.تفسير الآية رقم (98):

{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)}
{إِلاَّ المستضعفين مِنَ الرجال والنسآء والولدان} الذين {لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} لا قوّة لهم على الهجرة ولا نفقة {وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} طريقاً إلى أرض الهجرة.

.تفسير الآية رقم (99):

{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}
{فأولئك عَسَى الله أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ الله عَفُوّاً غَفُوراً}.

.تفسير الآية رقم (100):

{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)}
{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرض مُرَاغَماً} مهاجراً {كَثِيراً وَسَعَةً} في الرزق {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الموت} في الطريق كما وقع لجُنْدَع بن ضمرة الليثي {فَقَدْ وَقَعَ} ثبت {أَجْرُهُ عَلىَ الله وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً}.

.تفسير الآية رقم (101):

{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)}
{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ} سافرتم {فِي الأرض فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} في {أن تَقْصُرُوا مِنَ الصلاة} بأن تردّوها من أربع إلى اثنتين {إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ} أي ينالكم بمكروه {الذين كَفَرُواْ} بيان للواقع إذ ذاك فلا مفهوم له وبينت السنة أنّ المراد بالسفر الطويل، وهو أربعة بُرْدٍ وهي مرحلتان ويؤخذ من قوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} أنه رخصة لا واجب، وعليه الشافعي {إِنَّ الكافرين كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً} بيِّن العداوة.

.تفسير الآية رقم (102):

{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)}
{وَإِذَا كُنتَ} يا محمد حاضراً {فِيهِمْ} وأنتم تخافون العدوّ {فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصلاة} وهذا جري على عادة القرآن في الخطاب فلا مفهوم له {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مّنْهُمْ مَّعَكَ} وتتأخر طائفة {وَلْيَأْخُذُواْ} أي الطائفة التي قامت معك {أَسْلِحَتَهُمْ} معهم {فَإِذَا سَجَدُواْ} أي صلّوا {فَلْيَكُونُواْ} أي الطائفة الأخرى {مِن وَرَائِكُمْ} يحرسون إلى أن تقضوا الصلاة وتذهب هذه الطائفة تحرس {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أخرى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} معهم إلى أن تقضوا الصلاة وقد فعل صلى الله عليه وسلم كذلك ببطن نخل رواه الشيخان {وَدَّ الذين كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ} إذا قمتم إلى الصلاة {عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً واحدة} بأن يحملوا عليكم فيأخذوكم وهذا علّة الأمر بأخذِ السلاح {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ} فلا تحملوها وهذا يفيد إيجاب حملها عند عدم العذر وهو أحد قولين للشافعي والثاني أنه سنة ورُجِّح {وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ} من العدوّ أي احترزوا منه ما استطعتم {إِنَّ الله أَعَدَّ للكافرين عَذَاباً مُّهِيناً} ذا إهانة.

.تفسير الآية رقم (103):

{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)}
{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصلاة} فرغتم منها {فاذكروا الله} بالتهليل والتسبيح {قياما وَقُعُوداً وعلى جُنُوبِكُمْ} مضطجعين أي في كل حال {فَإِذَا اطمأننتم} أَمنتم {فَأَقِيمُواْ الصلاة} أدُّوها بحقوقها {إن الصلاة كَانَتْ عَلَى المؤمنين كتابا} مكتوباً أي مفروضاً {مَّوْقُوتاً} أي مقدّراً وقتها فلا تؤخر عنه. لما رجعوا من أحد فشكوا الجراحات:

.تفسير الآية رقم (104):

{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)}
ونزل لما بعث صلى الله عليه وسلم طائفة في طلب أبي سفيان وأَصحابه لما رجع من أحد فشكوا الجراحات: {وَلاَ تَهِنُواْ} تضعفوا {فِي ابتغآء} طلب {القوم} الكفار لتقاتلوهم {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ} تجدون ألم الجراح {فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} أي مثلكم ولا يجبنون عن قتالكم {وَتَرْجُونَ} أنتم {مِّنَ الله} من النصر والثواب عليه {مَا لاَ يَرْجُونَ} هم فأنتم تزيدون عليهم بذلك فينبغي أن تكونوا أرغب منهم فيه {وَكَانَ الله عَلِيماً} بكل شيء {حَكِيماً} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (105):

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)}
وسرق طعمة بن أبيرق درعاً وخبأها عند يهودي فوجدت عنده فرماه طعمة بها وحلف أنه ما سرقها، فسأل قومه النبي صلى الله عليه وسلم أن يجادل عنه ويبرئه فنزل {إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الكتاب} القرآن {بالحق} متعلق بـ (أنزل) {لِتَحْكُمَ بَيْنَ الناس بِمَا أَرَاكَ} أعلمك {الله} فيه {وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ} كطعمة {خَصِيماً} مخاصماً عنهم.

.تفسير الآية رقم (106):

{وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106)}
{واستغفر الله} مما هممت به {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)}
{وَلاَ تجادل عَنِ الذين يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ} يخونونها بالمعاصي لأن وبال خيانتهم عليهم {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً} كثير الخيانة {أَثِيماً} أي يعاقبه.

.تفسير الآية رقم (108):

{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)}
{يَسْتَخْفُونَ} أي طعمة وقومه حياء {مِنَ الناس وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله وَهُوَ مَعَهُمْ} بعلمه {إِذْ يُبَيِّتُونَ} يضمرون {مَا لاَ يرضى مِنَ القول} من عزمهم على الحلف على نفي السرقة ورمي اليهودي بها {وَكَانَ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً} علماً.

.تفسير الآية رقم (109):

{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}
{هاأنتم} يا {هَؤُلاء} خطاب لقوم طعمة {جادلتم} خاصمتم {عَنْهُمْ} أي عن طعمة وذويه وقرئ (عنه) {فِي الحياة الدنيا فَمَن يجادل اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القيامة} إذا عذبهم {أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} يتولى أمرهم ويذب عنهم؟ أي لا أحد يفعل ذلك.

.تفسير الآية رقم (110):

{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)}
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً} ذنباً يسوء به غيره كرمي (طُعْمَة) اليهودي {أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} يعمل ذنباً قاصراً عليه {ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله} منه أي يتب {يَجِدِ الله غَفُوراً} له {رَّحِيماً} به.

.تفسير الآية رقم (111):

{وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)}
{وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً} ذنباً {فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ على نَفْسِهِ} لأن وباله عليها ولا يضر غيره {وَكَانَ الله عَلِيماً حَكِيماً} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (112):

{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)}
{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً} ذنباً صغيراً {أَوْ إِثْماً} ذنباً كبيراً {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} منه {فَقَدِ احتمل} تحمل {بهتانا} برميه {وَإِثْماً مُّبِيناً} بيِّناً يكسبه.

.تفسير الآية رقم (113):

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}
{وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ} يا محمد {وَرَحْمَتُهُ} بالعصمة {لَهَمَّتْ} أضمرت {طّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ} من قوم طعمة {أَن يُضِلُّوكَ} عن القضاء بالحق بتلبيسهم عليك {وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن} زائدة {شَئ} لأن وبال إضلالهم عليهم {وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب} القرآن {والحكمة} ما فيه من الأحكام {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} من الأحكام والغيب {وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ} بذلك وغيره {عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (114):

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)}
{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} أي الناس أي ما يتناجون فيه ويتحدثون {إِلا} نجوى {مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} عمل بر {أَوْ إصلاح بَيْنَ الناس وَمَن يَفْعَلْ ذلك} المذكور {ابتغآء} طلب {مَرْضَاتِ الله} لا غيره من أمور الدنيا {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} بالنون والياء أي الله {أَجْراً عَظِيماً}.

.تفسير الآية رقم (115):

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)}
{وَمَن يُشَاقِقِ} يخالف {الرسول} فيما جاء به من الحق {مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى} ظهر له الحق بالمعجزات {وَيَتَّبِعْ} طريقاً {غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين} أي طريقهم الذي هم عليه من الدين بأن يكفر {نُوَلِّهِ مَا تولى} نجعله والياً لما تولاه من الضلال بأن نخلي بينه وبينه في الدنيا {وَنُصْلِهِ} ندخله في الآخرة {جَهَنَّمَ} فيحترق فيها {وَسَآءَتْ مَصِيراً} مرجعاً هي.